بسم الله الرحمن الرحيم
لقد اشتهر ابن سبعين رحمه الله برسالته "المسائل الصقلية" والتي كانت عبارة عن اجوبة لأسئلة ارسلها الإمبراطور فريدريك الثاني إلى المسلمين فلم يجب عنها احد من علمائهم في مختلف الأقطار العربية حتى دلوه على ابن سبعين فأرسلها اليه مع صلة ردها عليه ولم يقبلها ثم أجاب عن أسئلة الامبراطور بما نال رضاه فارسل له صلة اخرى عظيمة ردها عليه لكونه لم يبتغ بالجواب الا وجه الله تعالى ونصرة الاسلام. فانتشر صيته في أوروبا في عصره، حتى قال في حقه البابا : "إنه ليس للمسلمين اليوم أعلم بالله منه".
ويظهر أن المكانة التي نالها ابن سبعين بجوابه كانت عالية وقد أوغرت صدور الفقهاء عليه فراحوا يتهمونه بالكفر ويفترون عليه الكذب.
جاء في مقدمة كتاب الأنوار هذا في الصفحة 9 ما نصه :
"و قد افتروا عليه أنه قال: لقد تحجر ابن آمنة واسعا بقوله: «لا نبي بعدى» فيقال: إنه نفي من المغرب بسبب هذه الكلمة. و هذا الكتاب دليل على كذب هذه الدعوى، و كمال أدبه مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فما هي إلا دسائس، فكان الله للشيخ ما أصبره على الأذى" إنتهى
هذا ونظرا لعمق كلام الشيخ ابن سبعين وعدم تمكن البعض من فهمه فقد تسبب في رميه بالكفر والقول بالحلول ووحدة الوجود، وكل ذلك ليس بصحيح.
وفي الصفحة 14 من الكتاب ما يدل على أنه كان يغرب في بعض كتاباته ويلغز.