KITABWEB
KITABWEB
KITABWEB
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

KITABWEB

المعرفة لا تعترف بالحدود
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نادر ونفيس : روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام - ابن الأزرق الغرناطي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حميد-المرزوقي




عدد المساهمات : 1707
تاريخ التسجيل : 02/07/2013

نادر ونفيس : روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام - ابن الأزرق الغرناطي Empty
مُساهمةموضوع: نادر ونفيس : روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام - ابن الأزرق الغرناطي   نادر ونفيس : روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام - ابن الأزرق الغرناطي Emptyالأربعاء أكتوبر 09, 2013 8:29 pm


بسم الله الرحمن الرحيم

نادر ونفيس : روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام - ابن الأزرق الغرناطي Rawdat-i3lam

الكتاب : روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام
المؤلف : ابو عبد الله محمد بن علي بن الأزرق الحميري الغرناطي ( ت 896 هـ )
المحقق : الأستاذة سعيدة العلمي
الناشر : كلية الدعوة الإسلامية
الطبعة : الأولى سنة 1429 هـ - 1999 م
عدد الأجزاء : جزءان تم دمجهما لتسلسل الترقيم ( المجموع 1191 صفحة )

يسمح بالنقل من دون قيد ولا شرط.

رابط أرشيف :
http://archive.org/details/rawdat-ali3lam
رابط مباشر :
http://archive.org/download/rawdat-ali3lam/rawdat-ali3lam.pdf

نسخة للشاملة موافقة للمطبوع من رفع الأخ عبد الله بن أسعد على الألوكة جزاه الله خيرا :
http://archive.org/download/rawdat-ali3lam_836/rawdat-ali3lam.zip

إقتباس من كلام الأخ الفاضل عصام البشير على موقع اهل الحديث :

الكتاب بدأ بتقرير فضل العربية، من جهة العقل، ومن جهة النقل، ومن جهتهما معا. ثم تكلم على النحو وعظيم الحاجة إليه في علوم الإسلام، ثم ذكر حكم استنباط النحو، وحكم الاشتغال به، وذكر ضمنه فصلا طويلا نافعا في الاستدلال على فائدة العربية في حفظ الكليات الخمس التي جاء الشرع بحفظها. وأظنه فصلا مبتكرا في تفصيله وشموله.
ثم ذكر نسبة العربية من العلوم الأخرى، ومرتبتها في التعلم، وصونها عن الإهانة لها، وذم التشدق والتقعر، ونحو ذلك.
ثم ختم بخاتمة طويلة (من ص 677 إلى ص 1018) في آداب طالب العلم مع معلمه، ومع نفسه ومع رفقائه في الطلب. وهذه الخاتمة تصلح أن تفرد بالنشر وتضاف إلى المؤلفات الأخرى في آداب طلب العلم.
وأسلوب المؤلف سلس جميل، على تعقيد يسير في الضمائر، لكن على طريقة أكابر أهل الفصاحة والبيان.
ومما يشوق لقراءة كتابه، عناوينه التي يميز بها بين الفصول، من قبيل: (تنبيه على مهم - مزيد تشويق - انعطاف - نتيجة - عطفة إكمال الخ). وقد ذكرني هذا بصنيع القاضي أبي بكر بن العربي في بعض كتبه، ولست أدري إن كان ذلك منهجا أندلسيا عاما، أم هو مخصوص ببعضهم.
وعلى كل حال، فهي طريقة لطيفة تجذب القارئ، وتيسر فهم المضمون.


ثم ذكر الأخ الفاضل بعض الفوائد من الكتاب يمكنكم قراءتها على الرابط التالي :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=687213#post687213

وأنا انقلها هنا كنسخة احتياطية :

الحمد لله
-ص 63:
مما يشوق لقراءة الكتاب، أن الشيخ عبد الحي الكتاني، قرأه مرتين لأجل كتابه (التراتيب الإدارية). واعتمدت المحققة على أربع مخطوطات إحداها كانت في ملك الشيخ.

-ابتداء من ص 93:
ذكر المؤلف عشر لطائف عجيبة في تفسير قوله تعالى (وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الامين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين)، أعجبني منها في بيان فضل العربية قوله:
(اللطيفة الثامنة:
ختم ذلك بما سجل بإتمام النعمة لما أنزل (بلسان) أي: بلغة خاصيتها الإبانة لما تعبر به من المعاني – وإن تناهت في الغموض – إلى غاية تقصر عنها سائر اللغات، مع الوضوح في نفسها، بحيث يسبق قلب سامعها إلى فهمها، قبل تمكن أذنه من وعيها.)).

-ص 96:
نقل المؤلف من (زهر الآداب) للحصري، قول عتبة بن أبي سفيان:
(إن للعرب كلاما هو أرق من الهواء، وأعذب من الماء، يمرق من أفواههم مروق السهام من قسيها، بكلمات مؤتلفات، إن فسرت بغيرها عطلت، وإن بدلت بسواها من الكلام استصعبت، فسهولة ألفاظها أنها ممكنة إذا سمعت، وصعوبتها تعلمك أنها مفقودة إذا طلبت، هم اللطيف فهمهم، النافع علمهم، بلغتهم نزل القرآن، وبها يدرك البيان، وكل نوع من معناه مباين لما سواه، والناس إلى قولهم يصيرون، وبهداهم يأتمون، أكثر الناس أحلاما، وأكرمهم أخلاقا).

-ص 99:
أورد قول أبي بن كعب رضي الله عنه: (تعلموا اللحن في القرآن كما تتعلمونه ..).
ثم قال:
(واللحن هنا يراد به النحو كما حكى ابن الأنباري عن يزيد بن هارون أنه لما حدث بأن عمر رضي الله عنه كتب أن تعلموا الفرائض والسنة واللحن كما تعلمون القرآن. قيل له: (ما اللحن؟) قال: النحو).
وذكرت المحققة أن هذا النقل من كتاب (إيضاح الوقف): 1/15-16.

-ص 103:
قال المؤلف:
(ومن عدم الاعتبار بزينة الملبس إذا عري صاحبه من هذا العلم، وأنه حقيق بأن لا يلبس ما لا يستر عوراء جهله فضلا عن الزينة ما يروى أن رجلا حسن الشارة، جميل البزة. وقف على المبرد، فسأله عن مسألة، فأحال ولحن، فقال له المبرد: يا هذا أنصِفنا من نفسك ! إما أن تلبس على قدر كلامك، أو تتكلم على قدر لباسك).

-ص 127:
قال أبو إسحاق الشاطبي في بعض أجوبته في الكلام على أبي طالب المكي:
(له آراء خالف فيها العلماء حتى إنه ربما خالف الإجماع في بعض المواضع، لكن له كلام حسن في الوعظ والتذكير، والتحريض على طلب الآخرة، فلذلك إذا احتاج الطلبة إلى كتابه (قوت القلوب) طالعوه متحرزين، وأما العوام فلا يحل لهم مطالعته البتة).

-ص 133-134:
نقل المؤلف عن الغزالي في الإحياء قوله عند الكلام على وظائف المتعلم: (أن منها ألا يدع طالب العلوم فنا من العلوم المحمودة، ولا نوعا من أنواعه إلا وينظر فيه نظرا يطلع به على مقصده وغايته). قال: (ثم إن ساعده العمر طلب التبحر فيه، وإلا اشتغل بالأهم منه فاستوفاه، فإن العلوم متعاونة، وبعضها مرتبط بالبعض).

-ص 142-149:
قال المؤلف:
(من التغفيل عن مقصد التمثيل بما يوهم ''إلقاء الفتنة بين زيد وعمرو''(1) ما عرض لابن مضاء - وهو من جملة من ينسب إلى النحويين – في التشنيع عليهم، في قولهم: (إن العرب قد قصدت من العلل والأغراض ما نسبوه إليها، وأن الألفاظ يعمل بعضها في بعض).
فزعم أنهم قد تقولوا على العرب، وكذبوا فيما نسبوا إلى الألفاظ من العمل، وما كفاه ذلك حتى رماهم بالاعتزال، والخروج عن السنة).
ثم نقل عن الشاطبي وابن خروف ما يفيد في الرد على ابن مضاء في قوله هذا.
ومن المعلوم أن بعض المتسرعين في عصرنا قد تخذوا كلام ابن مضاء مطية لمحاولة هدم هذا العلم الجليل، وأنى لهم ذلك.
(1): يشير إلى البيت الذي أورده من قبل، وهو:
وسطروا فتنة أخبارها كذب *** ما بين زيد وعمرو في الدواوين.

-ص 159:
نقل المؤلف قصيدة أبي حيان، التي أثبتها ابن الخطيب في (الإحاطة)، وقال: (.. فهي أطول النظوم في مدح هذا العلم باعا، وأعرقها في الإجادة، لأغراضها المستجادة انطباعا، ونصها على طولها الممتع الإفادة،وإطنابها الغريب الطرف المستفادة).
والقصيدة أثبتها بطولها في هذه الفوائد، استجادة لها، على أنني أنكر فيها أمرين، لو تنكبهما الناظم لأحسن.
أولهما: بيتٌ ذكر فيه الناظم بعض الصحابة بما لا يليق – وإن رأيت من يستجيد ذلك من جهة البلاغة.
والثاني: إزراؤه على منتقدي سيبويه – خاصة المبرد – بما كان له عنه مندوحة. فقد كان يكفيه مدح سيبويه دون ذم من عارضه.
والقصيدة هي:
هو العلم لا كالعلم شيء تراوده ** لقد فاز باغيه وأنجح قاصده
وما فضل الإنسان إلابعلمه ** وما امتاز إلا ثاقب الذهن واقده
وقد قصرت أعمارنا وعلومنا ** يطول علينا حصرها ونكابده
وفي كلها خير، ولكن أصلها ** هو النحو، فاحذر من جهول يعانده
به يغعرف القرآن والسنة الذي ** هما أصل دين الله ذو أنت عابده
وناهيك من علم، علي مشيد ** مبانيه، أعزز بالذي هو شائده
لقد حاز في الدنيا فخارًا وسوددًا ** أبو الأسود الديلي فلا جم سائده
هو استنبط العلم الذي جل قدره ** وطار به للعرب ذكر نعاوده
وساد عطاء - نجله - وابن هرمز ** ويحيى، ونصر، ثم ميمون ماهده
وعنبسة قد كان أبرع صحبه ** فقد قلدت جيد المعالي قلائده
ومازال هذا العلم تنميه سادة ** جهابذة تبلي به وتعاضده
إلى أن أتى الدهر العقيم بواحد ** من الأزد تنميه إليها فراهده
إمام الورى ذاك الخليل بن أحمد ** أقرله بالسبق في العلم حاسده
وبالبصرة الغراء قد لاح فجره ** فنارت أدانيه وضاءت أباعده
بأذكى الورى ذهنًا، وأصدق لهجة ** إذا ظن أمرًا قلت: هاهو شاهده
وما إن يروي بل جميع علومه ** بدائه، أعيت كل حبرٍ يجالده
هو الواضع الثاني الذي فاق أولا ** ولا ثالث في الناس تصمي قواصده
وقد كان رباني أهل زمانه ** صؤوم قؤوم راكع الليل ساجده
يقسم منه دهره في مثوبة ** وثوقا بأن الله – حق – مواعده
فعام إلى حج، وعام لغزوة ** فيعرفه البيت العتيق، ووافده
ولم يثنه يوما عن العلم والتقى ** كواعب حسن تنثني، ونواهده
وأكثر سكناه بقفر بحيث لا ** تناغيه إلا عفره وأوابده
وما قوته إلا شعير يسفه ** بماء قراح ليس تغشى موارده
عزوفا عن الدنيا وعن زهراتها ** وشوقًا إلى المولى وما هو واعده
ولما رأى من سيبويه نجابة ** وأيقن أن الحين أدناه باعده
تخيره إذ كان وارث علمه ** ولاطفه حتى كأن هو والده
وعلمه شيئًا فشيئًا علومه ** إلى أن بدت سيماه، واشتد ساعده
فإذ ذاك وافاه من الله وعده ** وراح وحيد العصر اذ جاء واحده
أتى سيبويه ناشرًا لعلومه ** فلولاه أضحى النحو عطلا شواهده
وأبدى كتابًا كان فخرًا وجوده ** لقحطان إذ كعب بن عمرو محاتده
وجمع فيه ما تفرق في الورى ** فطارفه يعزى إليه وتالده
بعمرو بن عثمان بن قنبر الرضا ** أطاعت عواصيه وثابت شوارده
عليك قرآن النحو، نحو ابن قنبر ** فآياته مشهودة، وشواهده
كتاب أبي بشر فلا تك قاريا ** سواه فكل ذاهب الحسن، فاقده
هم خلج، بالعلم مدت، فعندما تناءت ** غدت تزهى وأنت تشاهده
إذا كنت يومًا محكمًا لكتابه ** فإنك فينا نابه القدر ماجده
ولست تبالي إن فككت رموزه ** أعضك دهر، أم عرتك شدائده
هو العضب، إن تلق الهياج شهرته ** وإن لاتصب حربًا فإنك غامده
تلقاه كل بالقبول وبالرضى ** فذو الفهم من تبدو إليه مقاصده
ولم يعترض فيه سوى ابن طراوة ** وكان طريًا لم تقادم معاهده
وجسره طعن المبرد قبله ** وإن الثمالي بارد الذهن خامده
هما ماهما صارامدى الدهر ضحكة ** يزيف ما قالا، وتبدو مفاسده
تكون صحيح العقل، حتى إذا ترى ** تبارى أبا بشرٍ، إذا أنت فاسده
يقول امرؤ قد خامر الكبر رأسه ** وقد ظن أن النحو سهل مقاصده
ولم يشتغل إلا بنزر مسائل ** من الفقه وفي أوراقه هو راصده
وقد نال بين الناس جاهًا ورتبة ** وألهاه عن نيل المعالي ولائده
وما ذاق للآداب طعمًا ولم يبت ** يعنى بمنظوم، ونثر يجاوده
فينكح أبكار المعاني، ويبتغي ** لها الكفء من لفظ بها هو عاقده
رأى سيبويه فيه بعض نكادة ** وعجمة لفظ، لا تحل معاقده
فقلت: اتئد، ما أنت أهل لفهمه ** وما أنت إلا غائض الفكر راكده
لعمرك ماذو جبة وتسمت ** وإطراق رأس، والجهات تساعده
فيمشي على الأرض الهوينا كأنما ** إلى الملإ الأعلى تناهت مراصده
وإيهامك الجهال أنك عالم ** وأنك فرد في الوجود وزاهده
بأجلب للنحو الذي أنت هاجر ** من الدرس بالليل الذي أنت هاجده
أصاح تجنب من غوي مخذل ** وخذ في طريق النحو إنك راشده
لك الخير فادأب ساهرًا في علومه ** ‏فلم يسم إلا ساهر الطرف ساهده
ولا ترج في الدنيا ثوابًا فإنما ** لدى الله حقًا أنت لاشك واجده
ذوو النحو في الدنيا قليل حظوظهم ** وذو الجهل فيها وافر الحظ زائده
لهم أسوة فيها (علي) لقدٍ مضى ** ولم يلق في الدنيا صديقًا يساعده
مضى بعده عنها (الخليل) فلم ينل ** كفافًا، ولم يعدم حسودًا يناكده
ولاقى أبا بشرٍ بشر سفيهها ** غداة تمادت في ضلال بغادده
أتى نحو هارون يناظر شيخه ** فنافحه حتى تبدت مناكده
فأطرق شيئا، ثم أبدى جوابه ** بحق، ولكن أنكر الحق جاحده
وكاد علي عمرا إذ صار حاكما ** وقدما علي كان عمرو يكايده
سقاه بكأس لم يفق من خمارها ** وأورده الأمر الذي هو وارده
ولابن زياد شركة في مراده ** وكابن زياد مشرك القلب زائده
هما جرعا إلى علي وقنبر ** أفاويق سم، لم تنجذأساوده
أبكى على عمرو ولا عمرو مثله ** إذا مشكل أعيا، وأعوز ناقده
قضى نحبه شرخ الشبيبة لم يرع ** بشيب، ولم تعلق بذام معاقده
لقد كان للناس اعتناء بعلمه ** بشرقٍ وغربٍ، تستنار فوائده
والآن فلا شخص على الأرض قارئ ** كتاب أبي بشرٍ، ولا هو رائده
سوى معشر بالغرب فيهم تلفت ** إليه وشوق ليس تخبو مواقده
وما زال منا - أهل أندلس - له ** جهابذ، تبدى فضله وتناجده
وإني في مصر - على ضعف ناصري - ** لناصره ما دمت حيًا وعاضده
أثار أثير الغرب للنحو كامنًا ** وعالجه حتى تبدت قواعده
وأحيا أبو حيان ميت علومه ** فأصبح علم النحو ينفق كاسده
إذا مغربي حط بالثغر رحله ** تيقن أن النحو أخفاه لاحده
بلينا بقوم، صدروا في مجالس ** لإقراء علم، ضل عنهم مراشده
لقد أخر التصدير عن مستحقه ** وقدم غمر، خامد الذهن جامده
وسوف يلاقي من سعى في جلوسهم ** من الله عقبى، ما أكنت عقائده
علا عقله فيهم هواه فما درى ** بأن هوى الإنسان للنار قائده
أقمنا بمصر عشرين حجة ** يشاهدنا ذو أمرهم ونشاهده
فلما ننل منهم مدى الدهر طائلا ** ولما نجد فيهم صديقًا نوادده
لنا سلوة فيمن سردنا حديثهم ** وقد يتسلى بالذي قال سارده
أخي إن تصل يومًا وبلغت سالمًا ** لغرناطة فانفذ لما أنا عاهده
وقبل ثرى أرض بها حل ملكنا ** وسلطاننا الشهم الجميل عوائده
مبيد العدا قتلًا وقد عم شرهم ** ومحي الندى فضلًا وقد رم هامده
أفاض على الإسلام جودًا ونجدةً ** فعز مواليه، وذل معانده
وعم بها إخواننا بتحية ** وخص بها الأستاذ - لاعاش كايده
جزى الله عنا شيخنا وإمامنا ** وأستاذنا الحبر الذي عم فائده
لقد أطلعت جيان أوحد عصره ** فللغرب فخر، أعجز الشرق خالده
مؤرخه، نحويه، وإمامه ** محدثه، جلت وصحت مسانده
نماه عظيم من ثقيف، وإنما ** به استوثقت منه العرى، ومساعده
وما أنس لا أنسى سهادي ببابه ** بسبق، وغيري نائم الليل راقده
فيجلو بنور العلم ظلمة جهلنا ** ويفتح علما مغلقات رصائده
وإني وإن شطت بنا غربة النوى ** لشاكره في كل وقت وحامده
بغرناطة روحي وفي مصر جثتي ** ترى هل يثنى الفرد من هو فارده
أبا جعفر خذها قوافى من فتى ** تتيه على غر القوافي قصائده
يسير بلا إذن إلى الأذن حسنها ** فيرتاح سماع لها ومناشده
غريبة شكل كم حوت من غرايب ** مجيدة أصل أنتجتها أماجده
فلولاك يامولاى ما فاه مقولي ** بمصر ولا حبرت ما أنا ناضده
لهذبتني حتى أحوك مفوفا ** من النظم، لايبلى على الدهر آبده
وأذكيت فكري بعد ما كان خامدًا ** وقيدت شعري، بعد ما ند شارده
جعلت ختامًا فيه ذكرك إنه ** هو المسك، بل أعلى، وإن عز ناشده

-ص 172:
قال المؤلف في معرض كلامه عن سيبويه، وأنه توفي وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة:
(.. ولذلك قيل على ما نقله ابن الربيب:
فإنه من الأفذاذ الذين لم يبلغوا الأشد، وأتوا بالعجائب، كل شخص في فنه، فأول من عدوا منهم الإسكندر، وعدوا منهم الراوندي صاحب ''قضيب الذهب'' المشهور بالفلسفة، وعدوا منهم سيبويه، لكونه بلغ في النحو مبلغا لم يبلغه غيره، وعدوا منهم أبا تمام في الشعر، وعدوا منهم ابن سينا.
قال: على أن من الناس من يقول: إن ابن سينا جاوز الخمسين، وإنما يشنع ذلك حساده لينزلوه عن تلك المنزلة).

-ص 198:
قال الأبي عن بعض شيوخه: (يدخل فيه – أي في أجر طلب العلم – الذاهب إلى المفتي ليسأله عن مسألة، وكذلك العوام الذاهبون لحضور المواعد).
قلت – المؤلف - : ومنها عندنا المواعد الجمهورية المعبر عن صاحبها بالمتكلم بشرط سلامتها من القصص المذموم. فقد جعل الأستاذ أبو سعيد بن لب – رحمه الله – من فوائد حضورها: أن في سلوك الطريق إليها سلوك طريق إلى الجنة، واستظهر بما في حديث أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سلك طريقا يطلب فيها علما سلك الله به طريقا إلى الجنة)؛ وبما في البخاري في المعلقات: (من سلك طريقا يطلب به علما، سهل الله له طريقا إلى الجنة).
ومن خط صاحبه الأستاذ أبي إسحاق الشاطبي – رحمهما الله – نقلتُ.
اهـ
-ص 204:
فضيلة استغفار الملائكة لطالب العلم:
قال القرافي:
(أحدنا يسافر البلاد البعيدة للرجل الصالح، لعله يدعو له، فما ظنك بدعاء قوم، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، فيا حبذا هذه النعمة).

-ص 208:
مما قيل في موت العلماء:
(ومن كلام بعضهم: ''العجائب عامة، وفي آخر الزمان أعم، والنوائب طامة، وفي أمر الدين أطم، والمصائب عظيمة وموت العلماء أعظم. إن العالم حياته للأمة رحمة، وموته في الإسلام ثلمة''.
وعن المأمون أنه قال لعلي بن موسى الرضا: ''أي رزية أعظم وأجل؟ قال: موت العلماء، فإنما هو قبس حياة طفئت، ومشكاة ضوء سدت، وأجنحة فوائد قصت''.
وعن بعض العلماء قال: ''موت الشقيق موت الأعضاء، وموت الصديق موت الجسد، وموت العالم موت الروح، فإذا ذهب الشقيق فجزع، وإذا هلك الصديق فهلع، وإذا مات العالم فجائحة مستأصلة'').

-ص 212:
على العالم أن يصون نفسه:
قال القرافي: ( ولهذا – يعني لما تقدم من قيام العالم مقام المرسلين – ينبغي لطالب العلم أن يتصور نفسه في هذا المقام، ويعاملها بما يليق بها من الاحترام، فإن الرسول إذا ورد من عند ملك عظيم، قبح عليه أن يمشي إلى بيوت الأمراء، أو في الأسواق أو يتقاصر عن مكارم الأخلاق صونا لتعظيم مرسله، وهذا معلوم في العوائد).

-ص 222:
قال ابن رشد: (النص على طلب العلم أفضل من الجهاد، معناه: في الموضع الذي يكون الجهاد فيه فرضا على الكفاية. وأما القيام بفرضه، أو حيث يتعين، فلا شك أنه أفضل من طلب العلم).
-ص 228:
قال الأستاذ أبو سعيد: (وصل به – أي بحديث (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) – البخاري (إنما العلم بالتعلم) لئلا يرغب الإنسان عن التعلم استبعادا لنيل هذه الرتبة، وقلما حلي متحل بالاستبعاد إلا بالخيبة والإبعاد).

-ص 230:
قال الأبي: (وكان شيخنا أبو عبد الله – يعني ابن عرفة – يقول: إنما تدخل التواليف في ذلك إذا اشتملت على فائدة زائدة، وإلا فذلك تخسير الكاغد).

-ص 234:
قال بعض متأخري المشارقة: (كل مهتد وعامل إلى يوم القيامة يحصل له أجر، ويتجدد لشيخه في الهداية مثل ذلك الأجر، ولشيخ شيخه مثلاه، وللشيخ الثالث أربعة، وللرابع ثمانية، وهكذا تضعف كل مرتبة بعدد الأجور الحاصلة بعده إلى النبي صلى الله عليه وسلم).

-ص 237:
نقل عن القرطبي في تفسيره: (..أن بعض الحكماء قال: من أعطي الحكمة والقرآن ينبغي أن يعرف نفسه، ولا يتواضع لأهل الدنيا .. لأن الله تعالى سمى الدنيا متاعا قليلا، فقال: (قل متاع الدنيا قليل، وسمى العلم والقرآن خيرا كثيرا).

-ص 239:
نقل عن ابن الحاج قوله: (ولأجله حكي عن بعض العلماء والصلحاء، أنه دخل عليه وهو في سياق الموت، فقال لأصحابه: انووا بنا حجا، انووا بنا جهادا، انووا بنا رباطا، وجعل يعدد لهم أنواع البر وكثر، فقالوا: يا سيدنا، كيف وأنت على هذه الحال؟ .. فقال – رحمه الله -: إن عشنا وفينا، وإن متنا حصل لنا أجر النية).

-ص 251:
نقل عن السمرقندي قوله:
(من جلس عند العالم، ولا يقدر أن يحفظ من ذلك العلم شيئا فله سبع كرامات:
أولها: ينال فضل المتعلمين. (..)
الثانية: ما دام جالسا عنده كان محبوسا عن الذنوب.
الثالثة: إذا خرج من منزله طلبا للعلم نزلت الرحمة عليه.
الرابعة: إذا جلس في حلقة العلم، فإذا نزلت الرحمة عليهم، حصل له منها نصيب.
الخامسة: ما دام في الاستماع يكتب له طاعة.
السادسة: إذا استمع ولم يفهم ضاق قلبه لحرمانه عن إدراك العلم، فيضير ذلك الغم وسيلة إلى رحمة الله تعالى. (..).
السابعة: يرى إعزاز المسلمين للعالم، وإذلالهم للفاسق فيرد قلبه عن الفسق ويميل طبعه إلى العلم).

-ص 256:
قال بعض الحكماء:
(القلب ميت، وحياته بالعلم،
والعلم ميت، وحياته بالطلب،
والطلب ضعيف، وقوته بالمدارسة،
فإذا قوي بالمدارسة فهو محتجب، وإظهاره بالمناظرة،
وإذا ظهر بالمناظرة فهو علم، ونتاجه العمل،
فإذا زوج العلم بالعمل توالد، وتناسل، ملكا أبديا لا آخر له).

-ص 266:
نقل عن الرازي:
(قيل لبعض العلماء: إنكم تقولون: العلم أفضل من المال، ثم نرى العلماء يجتمعون عند أبواب الملوك، ولا نرى الملوك مجتمعين عند أبواب العلماء؟ فأجاب بأن هذا أيضا يدل على فشيلة العلم، لأن العلماء علموا ما في المال فطلبوه، والجهال لم يعرفوا ما في العلم من المنافع فتركوه).




عدل سابقا من قبل حميد-المرزوقي في الأحد أكتوبر 13, 2013 11:04 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فوزي محمد أمين ملطان

فوزي محمد أمين ملطان


عدد المساهمات : 52
تاريخ التسجيل : 10/10/2013

نادر ونفيس : روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام - ابن الأزرق الغرناطي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نادر ونفيس : روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام - ابن الأزرق الغرناطي   نادر ونفيس : روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام - ابن الأزرق الغرناطي Emptyالخميس أكتوبر 10, 2013 8:31 am

جزاك الله كل خير
اللهم اجعلها في ميزان حسناتك
اللهم آمين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حميد-المرزوقي




عدد المساهمات : 1707
تاريخ التسجيل : 02/07/2013

نادر ونفيس : روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام - ابن الأزرق الغرناطي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نادر ونفيس : روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام - ابن الأزرق الغرناطي   نادر ونفيس : روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام - ابن الأزرق الغرناطي Emptyالأحد أكتوبر 13, 2013 11:05 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

تمت إضافة نسخة للشاملة موافقة للمطبوع من رفع الأخ عبد الله بن أسعد على الألوكة جزاه الله خيرا :
http://archive.org/download/rawdat-ali3lam_836/rawdat-ali3lam.zip
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nizar ali




عدد المساهمات : 39
تاريخ التسجيل : 10/07/2013

نادر ونفيس : روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام - ابن الأزرق الغرناطي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نادر ونفيس : روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام - ابن الأزرق الغرناطي   نادر ونفيس : روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام - ابن الأزرق الغرناطي Emptyالإثنين أكتوبر 14, 2013 6:00 pm

شكرا على المجهود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نادر ونفيس : روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام - ابن الأزرق الغرناطي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نادر ونفيس : خزانة التواريخ النجدية ( ينقص الجزء 10 ) - عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام
» الإعلام بحدود و قواعد الإسلام للقاضي عياض
» نادر : قرار النيابة في كتاب الشعر الجاهلي
» الكهانة العربية قبل الإسلام
» ظواهر لغوية من المسيرة التاريخية للغة العربية قبل الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
KITABWEB :: مكتبة الدراسات الأدبية و اللغوية-
انتقل الى: